لأول مرة في التاريخ، علماء الفلك يكتشفون عدداً كبيراً من الكواكب (ما يقارب 2000) في مجرة أخرى غير مجرتنا مُستخدمين طريقة “التعديس الثقالي الميكروي” (Gravitational Microlensing).
التعديس الثقالي
التعديس الثقالي هو ظاهرة طبيعية تحدث عندما تتسبب جاذبية نجمٌ أو مجرة بثني الضوء القادم من أجرام سماوية تقع وراء هذا النجم أو المجرة….في الصورة المرفقة ترون أربع نقاط أرجوانية اللون..هذه النقاط هي عبارة عن جرم سماوي يُعرف باسم “الكوازار” (Quasar) وهو اسم يُطلق على نوع من الثقوب السوداء التي تتميز بأنها شديدة النشاط والسطوع مقارنة بغيرها من الثقوب السوداء.
لكن واحدة فقط من هذه النقاط الأرجوانية حقيقية، أما الثلاث الأخرى فهي صور (مكررة) للنقطة الأصلية…هذا التكرار في صور الكوازار ليس ناتجاً عن تعديل بالحاسوب ولم يتدخل به بشر، بل هو ناتج طبيعي يعود كما قلت لظاهرة التعديس الثقالي التي تؤدي إلى ثني الضوء بحيث تُظهر 4 صور للجرم السماوي نفسه.
الكواكب الجديدة التي تم اكتشافها موجودة في المجرة الصفراء الواقعة في منتصف الصورة…هذه المجرة تبعد عنا مسافة 3.8 مليار سنة ضوئية، بينما الكوازار يبعد عنا مسافة أكبر، حوالي 6 مليارات سنة ضوئية….في هذا السيناريو تقع المجرة الصفراء بيننا وبين الكوازار، وبالتالي فإن الحقل المغناطيسي لهذه المجرة يعمل على ثني الضوء الآتي من الكوازار بحيث يظهر بالشكل الذي ترونه في الصورة.
لكن كيف اكتشف العلماء الكواكب داخل المجرة الصفراء؟؟
إذا دققتم النظر في الصورة سترون أن الحلقة الصفراء التي تحيط بالمجرة فيها بعض الفراغات، وهذا دليل على وجود كواكب داخل تلك المجرة.
كاتب في مجال علوم الفلك والفيزياء والطبيعة…رسام فلكي وعضو في الرابطة الدولية للرسامين الفلكيين ومترجم ومحرر في مبادرة ناسا بالعربي