أمي وقد رحلت

هل تسمعني؟ أنا أكتب لك الآن لأخبرك..

كم اشتقت لروحها التي رحلت باكراً إليك..

أنا لم اكتفِ منها بعد، لم أعانقها بالقدر الذي أردته..

لم تشاهدني بأجمل أيامي بعد.. رحلت باكراً قبل أن أقبّلها كثيراً..

قبل أن أرتوي منها، قبل أن أكبر واستوعب ما يجري هنا..

الله.. لم أزال متعطّشة لاحتضانها، ما زلت أحاول التصديق بأنها رحلت حقاً..

الله.. أين أمي؟؟            

أرحلتْ أم أنها مسافرة وستعود؟!

أريد أن أخبرها بأنني قد اشتقت إليها، أنا أنتظرها أمام البيت كل يوم، كنت أريد أن أقول لها “هيا لنذهب للسوق نحضر ثياب العيد..”

ألا تريدين أن تعدّي لنا كعكاً؟ ألا تريدين مشاركتنا نهاية الشهر المبارك؟؟

أمي.. نحن نقف على عتبات البيت نناجي رب العالمين أن تكوني هنا..

نحن نحبك كثيراً، نشكر رب العالمين لأنك أنت أُمّنا،

نصلي لأن تكون فكرة غيابك حلماً، كذبه، أي شيء.. ولكن لا تقولي أنها رحلت، لا نريد التصديق..

أمي حبيبتي قد اشتاقت إليك حنايا القلب وضفاف الروح..

أتعلمين.. حتى جدران البيت تفتقدك..

كل شيء هنا يناديك بألم، لا طعم لا لون، كل شيء باهت بغيابك..

وددت يا أمي لو كان الفراق اختياراً لا قدراً.. وددت يا وتين الحياة لو أن الموت يستثني الأمهات.. وددت لو اختارني الموت وأبقاك هنا..

شاء القدر يا فرحة العمر.. وكيف لي بالاعتراض؟!

الله صبّ الصبر في مهجة قلبي ورحم روحاً أنهكها الغياب..

السلام على قلبك وقبرك وروحك وجسدك.

بقلم:  شمس مشاقي -تخصص أدب لغة عربية

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.