زاوية الحكايات

في زاوية ملأى بالحكايات ،أشياء لا يعرف حدة الشعور فيها إلا أنت ، أنت وحدك رغم اكتظاظ المدينة من حولك .. تركن أنت !

تُطِل عليك دعوة أمك ثم تأتي وصاياها القديمة ومعها شيء من حدة أبيك متثاقلة في رأسك تثبت لك أنّ نصحهم ما كان ضجيجاً ، كان مثقلاً بالتجارب لكن ؛

كان عليك السير وحدك لتنسج التجارب بنفسك ،لم يكن أسلوب العيش يورث بالتلقين يلزمه الكثير من التجارب ..

بين أيام تجاهد أن تكون كما لو أنها سنوات لتمر ثقيلة تستهلك روحك شيئاً فشيئاً ،و أيام تمرّ لو أنّها سويعات رغم اكتظاظ الذاكرة والمكان والهواء بالفرح أنت تودع شيئاً من الفرح على حواف الطريق ، فتجد نفسك هناك وحيداً تبكي أشياؤك القديمة شوقاً ؛ لكن

هيهات تعيدك الأيام حيث كنت ، فالزمان لم يعد لك !

إنّنا نورث الأشياء عنوة لآخرين ولا أحد يتملك شيئاً حتى النهاية ..

كيف يفقد أحدنا نفسه القديمة رغم بقاء الكثير من الأشياء معه ؛ تجاهد أن تبقى كما هي ولكن ؛

ليس من أحد يحافظ على هيئة كل الأشياء ثابتة كما اعتادها فأحبها ..

فلو ظلت الأشياء بأدق تفاصيلها دون تغيير يُدِرُّ الحياة فيها لكرهناها ، نحن البشر لو لم يكن نيل العلم صعباً لما أحببنا سلوكه ، ولولا مرارة المسافات لما وقع من بشر في الحب .. إنّنا لو لم نعاند ونختلف ونخالف لما حاربنا من أجل الحياتين !

إنّ الأشياء لو لم تكن ناقصة لما اكتملت بأعيننا وما أحببناها ،والنقص فينا صفة خَلقية تشعرنا اكتمال الخالق تعالى وجلّ !

يميل شيء منّا ليعدِل آخر ، فنستعيد الاتزان ..لم يكن عبثاً ، كان كل شيء لنبنى على ما أحدنا عليه الآن !

بقلم: ديما الشامي – قسم الهندسة الصناعية

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.