نسافر كالناس..لكننا لا نعود إلى أي شيء

نسافر كالناس لكننا لا نعود إلى أي شيء..كأن السفر طريق الغيوم..دفنا أحبتنا في ظلال الغيوم..وبين جذوع الشجر.. محمود درويش

هناك من يسكنون فينا وفي ذكرياتنا بطريقة غريبة. نرى وجوههم تمر في أفكارنا عندما تتوشح أرواحنا بالوحدة والألم. نراهم إلى جانبنا حين نبكي وحين نفرح. بالرغم من كل المسافات هم في كل نظرة من نظرات عيوننا. نعلم حين نراهم أنهم من كنا نبحث عنه. مهما تكاثرت الوجوه من حولنا، لن نشعر سوى بأنفاسهم تحرسنا وتدفينا. ستبقى عيونهم الملجأ الذي لن نجد الراحة سوى إن علمنا بان لون العسل الذي يزينه لن يتركنا وحيدين ما حيينا. نحمل قلبا داخل قلب. نشعر بتسارع النبض في عروقنا وكأن الجسد قد ضاق على تلك الأرواح المتشابكة في عناوين القصائد، وحبات المطر، في نقطة التقاء الطرق المؤدية إلى روما، وحاجة المحب للاعتراف بأن حبه قد كان أسوأ اختياراته. لا نفتأ نشم رائحة عطرهم في دمع الورود الحمراء. هم الرذيلة التي تدخلنا جنة العالم السفلي. الكلمات التي نكتبها، ونمزقها، ونبكيها. هم الحروف في دفاتر أحلامنا، واللحن في أغنياتنا. هم من لهم الحق في تجريدنا من أسلحة نحملها لتزويدنا بالخوف الذي يحمينا من الانسياق وراء نشوة الفرح. تبعدنا الحياة في أحيان كثيرة على أن نفارق من نحب، وما نحب، إلا أن الحياة تنسى أن السماء التي تظل أحلامنا واحدة. أن القمر واحد. وأن الحب هو الشعور الوحيد الذي لا يتغير، ولا يموت. حبهم يهدينا الكلمات. حب عقيم هو حب الكلمات. حب الجنون والمهدئات. حب السعادة لتحقيق الإخفاقات. لكنه حب لا يعرف الموت.

بقلم: إيمان ريان

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.