سنوات مضت من عمري بين ردهات جامعتي اجتمع فيها الجد والاجتهاد والأوقات العصيبة التي مررت بها خلال فترة دراستي في الجامعة والمرح والاصدقاء المميزين الذين عرفتهم في السنة الاولى من دراستي في الجامعة. قسم العلاقات العامة كان بدايتي الصعبة مع التخصص وختام مرحلة دراستي الجميلة في الجامعة، بل سنوات وأكثر من أيام عمري مررت بها بتجارب كثيرة وأصدقاء ومدرسين كثر. تمنيت لو أنها لم تنته قط.
تخرجت من الثانوية العامة بمعدل جيد. كان حلمي أن أكمل دراستي في الجامعة والتسجيل في التخصص الذي يتناسب مع ميولي واهتماماتي. فرحت كثيراً أثناء نجاحي في مرحلتي الثانوية والحصول على المعدل الذي دفعني للدخول للتخصص الذي أرغب. عندما قدمت للتسجيل في جامعة النجاح الوطنية كنت اتطلع للتسجيل في تخصص القانون، ولكن بعد قراءتي للتخصصات الأخرى، لفت نظري تخصص العلاقات العامة لما له من مستقبل. وكذلك اهتمام الناس به في الوقت الحاضر، فضلاً عن إهتمام الشركات به مما دفعني للتسجيل به ودراسته.
في الفصل الأول من سنتي الأولى تعرفت على العديد من الاصدقاء، استطعت العمل على توطيد العديد من العلاقات مع اساتذة القسم. خلال دراستي السنة الأولى في تخصص العلاقات العامة سجلت في دورات اللغة الإنجليزي لمساعدتي في تطوير لغتي الانجليزية. وساعدني ذلك على مواجهة بعض الصعوبات في التخصص، ولكن في ذلك الوقت حولت دراستي الي تخصص آخر فواجهت صعوبات جمة ولكن بالعزيمة والارادة خلال الفصل الثاني استطعت أن أرفع معدلي، والتغلب على الصعوبات التي واجهتني خلال الفصل الماضي، وتم ذلك من خلال تشجيع أهلي في كل خطوة خطوتها خلال حياتي الجامعية. تطوعت في السنة الثانية في مركز الامديست مما أكسبني خبرة في الإدارة، كذلك تطورت لغتي الإنجليزية وأصبحت لدي القدرة على التعامل مع الوفود الاجنبية.
في سنتي الثالثة من دراستي الجامعية، شاركت في العديد من النشاطات والندوات الحوارية مثل: وسّع مداركك بالقراءة، أنا درست الإعلام، وكما قيل لنا من أساتذتنا آنذاك: (المعادلة الذهبية للصحفي الجيّد: القراءة، واللغة الرصينة).
تطوعت في دائرة العلاقات العامة – جامعة النجاح الوطنية واستفدت من العديد من المشاركة بالانشطة التي قامت بها الدائرة من استقبال للمدارس وتنظيم للندوات وورش العمل، وحصلت على الخبرة التي جعلتني ذات شخصية قوية واكسبتني الثقة بالنفس. كانت تلك المرحلة من أهم الخطوات القوية والمؤثرة التي اتخذتها في حياتي الجامعية. اكتسبت العديد من الخبرات والمهارات العملية في العديد من الانشطة التي شاركت بها من خلال المساقات وكان أهم تلك الورش (أنا فلسطيني) و(أنا استطيع) والتي تخللها استقبال لشخصيات مهمة، وبالإضافة الي مشاركتي بنشاط قمت به مع مجموعتي في العمل ضمن مساق مهارات في العلاقات العامة بالإنجليزية والذي تمت خلاله استضافة المسؤول عن شركة روابي، حيث حصلنا على الاهتمام من قبل الشركة وحصلنا على تقييم جيد لما قمنا به.
خلال الفصل الاول من سنتي الاخيرة شاركت في تنظيم ورشة عمل حول الاتيكيت والعلاقات العامة وذلك ضمن مساق اتيكيت العلاقات العامة وقد ساعدتني الورشة على الاعتماد على ذاتي في اتمام الامور الحياتية وحصلنا خلال الورشة على اهتمام العديد من النساء باتيكيت العلاقات العامة، وحازت الورشة على العديد من الاهتمانم في جميع النواحي.
ساعدتني مشاركتي في اطلاق حملة (خطوة لحلمك) ضمن مساق حملات واستراتيجيات العلاقات العامة على توطيد علاقتي مع شركة (التعليم من أجل التوظيف) والتي كانت راعية للحملة. منحني ذلك فرصة لتطوير قدراتي وخبراتي في مجال العلاقات العامة والاستفادة من الشركة لما تقدمه من مساعدة للطلبة الخريجين في مجال تدريبهم للحصول على الوظيفة المناسبة لهم.
في البداية كنت أظن أنني بمجرد التحاقي بالجامعة فإن كل ما علي هو انتظار لحظة التخرج بفارغ الصبر. كنت أظن أنني طالما التحقت بجامعة النجاح الوطنية فهذه شهادة مباشرة من الجامعة انني ما قبلت فيها إلا لأنني استحق ذلك، وأنني قادرة على تجاوز سنوات الجامعة بكل أريحية، هكذا كنت افكر، ولكن بعد ذلك تغيرت نظريتي تجاه ما كنت أفكر لان تفكيري كان خاطئا.
اكتشفت خلال تجربتي الجامعية قدراتي الكبيرة على تحقيق وتنفيذ أمور كنت إعتقدتها مستحيلة، اكتشفت مواهب في ذاتي لم أنتبه لها من قبل، تعلمت أن الجامعة ليست مجرد كتاب ندرسه، بل هي خبرات ومهارات نكتسبها من خلال المتابعة والمثابرة والتدرب.
بقلم: داليا خاروف
تحرير: دائرة العلاقات العامة