هل تاريخ صلاحية الأدوية حقيقة أم كذبة؟

الأدوية

.هل تاريخ صلاحية الأدوية حقيقة أم كذبة؟ ماذا لو شعرتَ بألمٍ في رأسك، وتناولت دوائك المسكن كالعادة ثم انتبهت بعد ذلك إلى أن تاريخ صلاحية علبة الدواء قد انتهى منذ أشهر

هل سيشكل تناولك إياه خطرًا على حياتك؟

أم أن أوجاع الرأس لن تزول بعد أخذه؟

أم أنك ستُشفى وسيسير كل شيء كالمعتاد؟

أثارت هذه الأسئلة جدلًا كثيرًا وهي تشكل فضولًا كبيرًا لدى الكثير من الناس.

لا عجب، فأسعار الأدوية قد تكون باهضةً بالنسبة للكثيرين، أو قد تكون في حالة اضطرارية وليس هناك وقت لشراء دواء جديد!

قبل الإجابة، والإدلاء برأينا، إليك حقيقة صادمة: 

منذ عام 1979م، تم سن قانون لوضع تواريخَ انتهاءٍ لصلاحية للأدوية حيث كانت تصنع وتباع بلا تواريخ انتهاء.

حسنًا كيف يحدد؟

تاريخ صلاحية الأدوية:

هو المدة الزمنية التي تضمن فيها شركة الأدوية المصنعة فعالية الدواء المثلى إن تم نقله وتخزينه بالشكل الصحيح. كما يؤخذ بعين الاعتبار في تحديد التاريخ عوامل ومؤثرات متوقعة أثناء النقل والتخزين.

ومعنى أن يفقد الدواء فعاليته هو أن تتحول المادة الفعالة إلى نواتج أخرى لا يمكن التنبؤ بتأثيرها، أو أن يَفقدَ الدواء أكثر من 5 إلى 10% من مادته الفعالة، وتختلف هذه النسبة حسب نوع الدواء، ومعظم الأدوية تقع في هذا المدى.

بالرغم من أن منظمات الصحة العالمية نفسها لا تنصح بتناول الأدوية المنتهية الصلاحية.

دراسة صادمة أكثر:

أَجرت منظمة الغذاء والدواء العالمية (FDA) دراسة على أكثر من 100 نوع من الدواء، وكان منها الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبيب OTC، ومنها ما يتطلّب وصفةً طبيةً لصرفه، وكانت النتيجة أنَّ أكثر من 90% من هذه الأدوية بقيت صالحة للاستعمال حتى بعد 15 سنة من انتهاء صلاحيتها! ذلك وباستثناء الشرابات والمحاليل الدوائية والقطرات وبعض الأدوية كما سنذكر لكم لاحقًا.

ماذا عن رأينا؟

لا يمكن القول بأن تاريخ صلاحية الانتهاء المطبوع على العلبة هو التاريخ الحقيقي الذي يمكن الاعتماد عليه تمامًا. وإليك بعض الأمور والنصائح:

أولًا: لا تتعدى تاريخ إنتهاء صلاحية الأدوية في الحالات التالية:

  • المضادات الحيوية السائلة عمومًا، والسيبروفلوكساسين “Ciprofloxacin” والأموكسيسلين “Amoxicillin” بشكل خاص، فهذه المضادات قد تفقد فعاليتها أو تقل. وتناول هذه الأدوية قد يؤدي إلى ظهور بكتيريا مقاومة قد يصعب التعامل معها.
  • أما أدوية التيتراسايكلين “Tetracycline”، والتي تستخدم كمضادات حيوية للالتهابات البكتيرية الصعبة؛ فهذه الأدوية من المعروف عنها أنها تتحول إلى مواد سامة تؤثر على وظيفة الكلى! لذلك ليس من المضمون تناولها بعد انتهاء صلاحيتها.
  • الإنسولين وجميع الحقن السائلة بشكلٍ عام.
  • النايتروجليسرين “Nitroglycerin” الذي يستخدم للتخفيف من ألم الذبحة الصدرية.
  • الدايفين هايدرامين “Diphenhydramine”، مضاد الحساسية الذي يستخدم لبعض حالات السُعال والتقيؤ وفي كثير من المستحضرات التي تعالج أعراض البرد والانفلونزا.

ثانيًا: أدوية عليك التخلص منها بعد استعمالها بوقتٍ قصير، ولو أنها كانت محفوظة جيدًا، وتاريخ صلاحيتها بعيد، وتشمل:

  • القطورات العينية، حيث ينصح بالتخلص منها بعد فتحها بأسبوعين تقريبًا.
  • الشرابات التي تحتاج للحل، وأيضًا، يجب التخلُّص منها بعد حلها بأسبوعين تقريبًا، ولو بَقِيَ على صلاحيتها سنة كاملة مثلًا.

ثالثًا: أدوية عليك التخلص منها قبل انتهاء تاريخ صلاحيتها

  • في حال ملاحظتك لتغير في الخواص الفيزيائية (من رائحة غريبة أو لون أو ظهور عكر مثلًا) فيجب عليك التخلص من الدواء. ففي الغالب أنها لم تكن محفوظة جيدًا. أو أن هنالك سوءًا في التصنيع.
  • وجود رواسب في الأمبولات، وخصوصًا أمبولات الحقن الوريدي.
  • تُعد الكبسولات والمضغوطات من أكثر الأدوية ثباتًا، لكن ومع ذلك، رأينا أدوية تَلِفَت قبل انتهاء تاريخ صلاحيتها بفترة كبيرة ضمن سنين عملنا.
  • بعض الأدوية تتحول لمادة سامة كما ذكرنا، فانتبه.
  • الأدوية التي يشكل تغيير الجرعة فيها خطرًا على حياتك لا تتناولها بعد انتهاء مدة صلاحيتها.
  • في حال لم يكن هنالك تغير في الدواء الذي تريد تناوله، وكان قد مضى عليه فترة قليلة على انتهاء تاريخ صلاحيته فلا مشكلة في تناوله إن كان من المضغوطات أو الكبسولات؛ لكن في حال كان سائلاً فيفضل التريث. وعمومًا ننصحك بسؤال جارك الصيدلي فهو أخبر الناس بالدواء، ومجال اختصاصه. والأمر مجاني.

فريق العمل

إعداد: عماد سليمان

مراجعة علمية: ندى خالد

تدقيق لغوي: مصعب إدريس

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.