تخبطُ في ضيقكَ كناجٍ من موجِ بحر ٍ وأصابَهُ مطرُ السماء، لا يدري بأي شيءٍ يحتمي، تبتلعُ عبراتكَ وأنتَ لا تدري من أي وجعٍ هيَ هاربة، تستنجدُ دفىء وسادتك وإذْ بها تنحيّكَ مرةً ذاتَ اليمين وأخرى ذات َاليسار، لا قصة طفولةٍ تسعفُ جفنَ عينيكَ ليتهادى برفقٍ ويغفو، ولا ترْبيةً على كتفك تطردُ بردَ روحكْ، معلقٌ بين الحدين، تخطو مرةً وتميلُ أخرى، والضيقُ ما زالَ يعتملُ في صدرك، كليلِ مريضٍ يمرُّ ولا ينقضي ، ينتصفُ ولا يبدأ، مريض لا يعرف داءه، ولا يعلمُ بأي قطعةٍ من روحه أُصيب، كل ما يدركه بأنَّ جسده سليم، سليم لدرجة أن يحملَ أضعافَ وزنه ، لكنّه عليل ، عليل للحد الذي لا يستطيع فيه أن يحتمل كلمة،
لحد أن يحادثك بالدموعِ لا سواها، أنْ يبادلك الكلام تنهيدات وشهقات، مريض يجهل داء روحه ، لكنْ شيءٌ بداخله يعلم دواءه، يعلم بأي وسيلة يحرر ضيقه، يدرك بأن آية كافية لتسنده، لتشافي ضعفه.
بقلم: سجود العابد