السعادة تكمن في قلبك الصغير

هل رأيت اثار تلك الندبات على روحك يا صديق؟ .. حتى لو آلمتك و طغت على ملامح وجهك الجميلة و طمست معالمه و اطفت عليه طابعاً يتألف من الحزن القسري و وهن الروح ؛ لا تستكن و تجلس شاكياً امرك للعابرين، فالعابر يا رفيقي يحمل ما لا يمكنك رؤيته ولكنه أكبر مما يمكنك رؤيته، فالواحد منا لو رأى قلب الآخر لأشفق عليه.

سبحان من وزّع الأحمال يا صاحبي، ألم تعلم ان الله لا يحمل نفساً إلّا وسعها؟ .. ربما يتضاعف حجم الأحمال مع مرور الوقت لكن صدّقني لم يكن ذلك الإ تدريباً لروحك بأن تعتاد على الحمل و أن تستطيع استقبال الأثقل منه في كل مرة، لم أقل ذلك لتتشاءم ابداً لكنه هو الواقع .. ستقول -في كل مرة يزداد التعب- يا الله! لم أعد استطع تحمل كل هذا و ستندهش في نهاية الأمر انك تحملته فعلا و هكذا تسير كل الأمور!

إن الله يا رفيقي كما أنزل مع الداء الدواء، يقوي ظهر صاحب البلاء عند نزول المصيبة لكن فلتعلم أن هذا لا يكون إلّا للنفس المؤمنة بقضاء الله و قدره

ألم تعلم يا صاحبي أن الشوكة إذا يشاكها المؤمن يؤجر على ذلك الألم؟ أتظن ان الله لا يعلم مدى الألم الذي سببه ذلك الشرخ القابع في منتصف قلبك و ذلك الشعور الذي ما إن يذهب ما برح يعود ثانية ليقتل ما بقي فيك من حياة و تعود كأنما أنت جثة هامدة ؟!

صدّقني هو يعلم كل هذا و يزداد بكل هذا حباً فيك و يرفعك درجات عالية عنده دون أن تشعر .. ألا تؤمن يا رفيق بأن الجنة تستحق منك كل هذا الألم و التعب!

يسلبك ما تحب لألّا يسكن قلبك حبٌ أكبر من حبك له تعالى .. يغار على قلبك الصغير من الدنيا و يريدك في جنته .. يريد لك الخلود في دار النعيم، دار السعادة و البقاء فيها مُنعّماً مُعوّضاً .. ثِق تماماً أن الله سيعوضك عن كل ما نهش روحك و يهبك الراحة و الطمأنينة بعد ذلك .. سنجلس يا صديق على الأرائك نتذكر هموم الدنيا و نضحك منها .. سنندهش كيف لنا أن نحزن على أمورٍ انقلبنا بنعمة من بعدها !

إن الجنة يا حبيب ما هي إلاّ دارٌ اشتاقت لساكنيها .. أترد نداءها بعد هجران

بقلم: روان حمد

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.