و كنت في كل مرة أجزع فيها أعود الى الله، أتفحص مدى قربي منه، أناجيه و أتضرع إليه أن يهب لي من لدنه حناناً .. أن يرحم ما بي من ضعف و يحفظ لي ما تبقى من قلبي، أن يبق هذا القلب أبيضاً و ألاّ يتسخ رغم ما تلاقفته الحياة بيديها، رغم ما و من مر به !
دائماً ما كنت أهمس بحديث قاله رسولنا الحبيب مواسية نفسي و محاولة مني لطمأنتها، حيث قال : “يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أقْوَامٌ أفْئِدتُهُمْ مِثْلُ أفْئِدَةِ الطَّيْرِ”، قيل في رقتها و ضعفها. يا الله ! أيمكن أن يكون هذا قلبي؟ أكانت شكواي المتكررة لله و بكائي له حتى يذوب قلبي اصطفاءً و اجتباء !
أن تتمكن نظرة محتاج أو سماع قصة مريض أو رؤية يتيم من أن تجعلني أكره نفسي لقلة حيلتي .. لضعف قلبي، ثم يليه جلوسي برهة أعاتب نفسي على ضعفها و شدة تأثرها بكل شيء، أأكون عاتبة على ما سيدخلني جنة الرحمن ؟!
حاشاه أن يحمّلك ما لا تطيق، حاشاه أن يخذل قلباً لجأ إليه و جعل من الله ملجأً و ملاذاً، سيعوضك، سيجبرك، سيعطيك و سيستجيب لك .. الله لن يمنع عنكِ ما سينفعكِ، و تذكري دائماً يا نفس أن الله جل جلاله أرحم بعباده من الأم بولدها .. تذكري أن الله قدّر كل هذا و هو كفيل به !
بقلم: روان حمد