أشعر في أحيان كثيرة أنني قد تعبت و سئمت، أود الجلوس في منتصف الطريق، و ترك كل شيء حرفياً، حتى جسدي الذي أبليته في أعمالي المتواصلة، و المهام الكثيرة الملقاة على عاتقي و التي أثقلت كاهلي .. أتعبني التفكير في كثير من الأمور في آن واحد بدون كلل أو ملل، فلم يبقَ لي نفسٌ واحد أتنفسه بعد كل هذا !
أجلس لأفكر كثيراً في ذلك، أتمنى أن أكون فتاة عادية بتفكير عادي ساذج، أكبر همومي في الحياة أن أتابع مسلسلي المفضل، متابعة مجلات الموضة و ما إلى ذلك، أن أرتاح من كل هذا التعب و العناء! .. ما إن يصبح هذا التفكير حاضراً في ذهني، سرعان ما أتذكر أن هذه الدنيا بما فيها لا يساوي عند الله جناح بعوضة، و أن ما عند الله خير و أبقى .
أتذكر آية عظيمة تلازم تفكيري دوماً، و هي: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .. أتذكر أن الواحد منا إذا مات سينساه الناس إلا من كان له أثر، من ترك بصمة في نفوس الخَلق، من حاول القيام بالتغيير -حتى لو كان بسيطاً- منتظراً أن يأتي شخص بعده ليبني على أكتافه بناءً قائماً على الحق، و ما فيه خير للأمة و صلاحها .
أتذكر قول رسولنا الكريم، حين قال: ” إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ” و ما في هذا الحديث من معانٍ رائعة، أي أن الانسان يجب أن يستغل كل لحظة في حياته في فعل الخير ولو كان بسيطاً، و كما قال في حديث آخر: ” لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ” .
تذكر أن ما يجعل لك أثراً قيّماً سيكون في ميزان حسناتك يتضاعف الى يوم القيامة، و تذكر أن العبادة و الطاعة ليست مقتصرة على الصيام و القيام؛ فكل فعل ينفع النفس و ينفع الأمة لما فيه خيرهما و صلاحهما فهو محفوظ عند الله لا يضيع، ألم تستمع لقول الله جل و تقدس اسمه حين قال ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) ؟! .. أيا رفيقي، افعل الخير كلما سمحت لك الفرصة في ذلك، و اجعل كل أعمالك خالصة لوجهه الكريم، فلا تدري إذا ما كان هذا الفعل -على صغره- هو الذي سيثقل ميزانك، و يدخلك جنة الرحمن.
بقلم: روان حمد
