مصباح علاء الدين !

تمتزجُ الحروف وتضمحلُ الكلمات لتقرعَ جرس الانذار الاخير!

ويختلسُ اليأسُ فرصة ذهبية المظهر….وألمٌ فظيع يسري ويتغلغل….

تمررُ يديّكَ لعلَّكَ تخففُ حدّةَ النزيف، يستوقفُكَ عُمقُ الشرخ الذي أصاب روحك الهشّة!

فالنارُ التي اوقِدَت بداخلك لن تُخمدها بحارُ العالمِ أجمع!

تشعُرُ بالامألوف، المكان حولك مكتظ، وضجيج الاصوات التي تتهافتُ بإلحاح يصيبُكَ بنوبة دوار مخيفة، فتسقُط جثةً هامدة…تمر بسلسلة زمنية مريعة ومتتالية، فالزمن يكرر نفسه بمخيلتك!

كأن القدر يريد أن يذيقَكَ من الكأس المرير ذاته مرتين، فثأرُهُ ليسَ بهيّن هذه المرة!

ينتشِلُكَ من نوبة هلعك تلك، نداءاتُ طبيب رحيم، لتفتح عينيك فترى الكون بإسرِهِ مشوهٌ امامك، تنكمش وتنزوي في ظلام حالك وتحتضنُ نفسَكَ محاولاً لملمة ما تبقى من أشلائك المبعثرة، فحتمية القدر انتصرت هذه المرة ولا مفر لك، والوقتُ لم يعُد لصالحك ابداً!

فالكُلُ يتراقَصُ مودعاً ديسمبر بطريقته الخاصة، والكُل يطلُبُ أمانٍ كثيرة وأحلام، اتراكَ الوحيدُ الصامتُ هنا؟!

انت الذي تمتلكُ مصباح علاء الدين، تراه بلا قيمة؟

يهوي المصباح من بين يديكَ طريحاً وتشعرُ  بقيودٍ حديدية تُكبّل روحَكَ قبل يديك….

كل شيء حولَكَ يضمحلُّ تدريجياً يتخدّرُ جَسَدُكَ بعد خيبتكِ العُظمى، حتماً لقد وصلتَ لِنهاية الطريق، وكل الابواب اوصدت اقفالها عدا باب الخروج، فلن يحتضنكَ احدٌ سواه، فمحاولاتُكَ الملحة ترهِقُ روحَكَ فقط، فلعلَّ الشجاعة الأعظم هي تقبّلُكَ للهزيمة وتبنيك لاختيارات القدر، فلا احد سيستفيقُكَ من اوهامِكَ سواه!

لا احد!

بقلم: عرين ابوشيخة/ كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.