مرضى السرطان يلتمسون شعاع الأمل بالفطر الهندي

joannawnuk | Shutterstock

في أروقة مستشفى المطلع بالقدس، تتشابه الحكايات وإن اختلفت في بعض التفاصيل، قد تتفوق ‏بعض الإبتسامات على  ملامح الخيبة والأمل في وجه أناس نهش السرطان من أجسادهم بصيص ‏الحياة والأمل، فمسلسل المعاناة سيناريو مُكرر عند النساء اللواتي اعترين هذا الكردور الضيق، ‏ينتظرن بصمت الدخول إلى تلك الغرفة المكسوة بالخيبة واليأس، تحمل بطياتها أكياس مُسكن ‏الألم الكيماوي، معلقة أبصارهن بسقف غرفة استوحشت لصخب الحياة وأهازيجها.  ‏

يلزمك بعض الشجاعة لتطرق باب صمتهن كي تبحث عن أي خيط تستهل به الحديث معهن، ‏فليس سهلاَ أبداَ أن تبوح المريضات بقصصهن لأي عابر سبيل، ففي رواق الانتظار عشرات ‏الأصوات واللهجات والملامح تؤكد أن السرطان يوحد الجميع في هذا المكان فلا فضل لأحدِ على ‏اَخر، حاول أن تسترق السمع قليلاً إلى الحكايات التي تُخيم أعماقهن، سيأخذك ذاك العالم الخفي ‏ليحلق بك إلى حمد الله على ما أنت عليه.

وأثناء جلوسي على ذلك المقعد الخشبي الصلب الخالي من نبض حياة من يجلس فوقه، استمعت ‏للمرأة الجالسة بقربي، يبدو أنها سيدة تجاوزت الأربعين من عمرها، بدأت تتسامر أطراف ‏الحديث مع المرافقات الأخريات، ويتحدثن عن الفطر الهندي، استهلت حديثها” بأنهم أخيراَ تمكنوا ‏من القضاء على هذا المرض اللعين، فمنذ ولادة الفطر الهندي للمعرفة البشرية، بدأ بصيص ‏الشفاء يقترب منا”.‏

ما هو الفطر الهندي؟

يعلو صوتها بانفعالِ موضحةَ لهن ما تقصد بالفطر الهندي” إنه علاج ناجع للسرطان، ذاع سيطه ‏بين الناس في الاَونة الأخيرة لكن في ظل غياب تام للرقابة الطبية، فأنا سمعت عنه عن طريق ‏جارة لنا تسكن في منطقة جنين”. ‏

‏ لندخل قليلاً إلى عوالم ما بعد الأبواب الخشبية، ببسمة حانية ولطف يستقبلك المريض وبجسده ‏شيء يسير يحاول أن يُميت الألم والحزن، تتفاجئ بأن ليس الكثير من سمع بهذا الفطر، سعاد ‏حلايقة من الخليل، تعقب” سمعت الكلام الذي يدور بالخارج حول الفطر الهندي، وكونه علاج ‏فعال لمرضي، فمجرد سماعي عنه بهذه المعلومات البسيطة  تولد داخلي حافز كبير بأن أنهي ‏جلسات علاج الكيماوي، لأبدأ المواظبة على شرب الفطر والتعامل معه، وكلي أمل وتفاؤل، ففي ‏الحياة ما قد ما يمنحنا البقاء لبُرهة من الزمن”.‏

ويأخذنا الحديث لينتهى بنا المطاف إلى منطقة جنين وعلى وجه الخصوص، قرية الجديدة فبعد ‏سؤالي لتلك المرأة عن المنطقة أشارت باسم شخص يُدعي محمد حسن جبر يقطن هناك، ما تتوقعه ‏هو مكان عتيق بروائح البهارات والعطورات التي اعتدنا أن نستنشقها عند العطارين، ورجل ‏بلحية طويلة، لكن عندما ترى جبر ستضمحل تلك التخيلات التي نسجها خيالك، إنه رجل بسيط ‏أحاك بسمة على شفتاه تحمل لغزاً عندما علم سبب مجيئنا، وأجلى ما وقعنا به من حيرة بتعقيب ‏بسيط عن الفطر الهندي” أن لا أبيعه ولا أتاجر به، الفطر الهندي مادة تتناقل من شخص لاَخر ‏حتى دون مقابل مادي، ومن أرشدكم الطريق  إلي لقد ضل بوصفه للأمور، فواجب أي شخص ‏أن يقوم بنشر ما هو شفاء للناس”.

ويستكمل الحديث لنا عن الفطر، محاولاً أن يمتص بعضاَ من الفضول الذي اعترى وجوهنا من ‏لحظة سماعنا بهذا الفطر العجيب، ” بشكل مألوف وليس مثيراً للإشمئزاز، إنه مادة هلامية ‏متماكسة بعض الشيء لونها أبيض ناصع، حتى لونه يُشعرك بالأمل، وكما قلت يتداوله الناس، ‏ويحفظ بطريقة تسمح له أن يتكاثر ويبقى لفترة طويلة”. ‏

طريقة حفظه

وعن طريقة حفظه، تفاصيل تُروى،  فبحكم أن جبر شخص تعمق بالقراءة عن هذا الفطر ‏العجيب، لخص طريقة تحضيره بالاَتي”  يُحبذ وضع كمية الفطر داخل إناء من الفخار أو الزجاج ‏لكي لا يفقد الفطر طاقته، و يُضاف إليه الحليب المعقم الخالي من الشوائب، وبعدها يُوضع داخل ‏زجاجة، ويغطى سطحه بقطعة قماش أبيض مُعقم حتى تسمح بتجدد الهواء، ليترك بعدها لمدة 24 ‏ساعة في حرارة معتدلة نوعاَ ما”. ‏

كيفية اعداده

وتقوم زوجة جبر بالشرح لبعض التفاصيل المهمة على الرغم من بساطتها، مبررةَ ذلك بأن ‏الفطر مادة حساسة للغاية، فتضيف على كلام زوجها” بعد انقضاء المدة الزمنية في حفظه، ‏يوضع سائل الفطر داخل مصفاة، ليتسنى تجميع الحليب المستخلص من الفطر، ويصبح صالحاً ‏للشرب” .‏

” فبعد البسملة، يشربه المريض لمدة عشرين يوماً متواصلة دون انقطاع، من ثم التوقف عنه ‏لعشرة أيام، وهكذا يستمرالمريض حتى يقضي فترة لا يُستهان بها بتناول الفطر، وبعد الانتهاء ‏من كمية الفطر التي استخلصنا منها سائله، من الضروري غسل قطع الفطر جيداً ووضعها داخل ‏مصفاة دون لمسه، لنعيده إلى الحليب كي يتكون لبن جديد يُسقى للمريض أو لأي مريض اَخر، ‏وبهذا يتداوله الناس بين بعضهم”.

لكل داء دواء

ومع تزايد حالات السرطان في فلسطين، وفي ظل وجود شح بالمواد العلاجية اللازمة ‏بالمستشفيات الحكومية على وجه الخصوص، سواء كانت كيماوية أو إشعاعية، فالجو النفسي هذا ‏يُولد عند المريض حالة اكتئاب ترافقه طيلة علاجه، لذا الفطر الهندي بلونه الأبيض وبنقاء ملمسه ‏يحمل خلاصاً بإذن الله لمن أغرقه ألم السرطان ليالِ وأيام، فالله لم يخلق داءاَ إلا وله الدواء حتى ‏لو كان في اَخر بقاع الأرض.

معلومات عن التقرير

إعداد: نور سلاطنة

إشراف: أ.أيمن المصري/ قسم الصحافة المكتوبة والإلكترونية

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.