هل تسائلت يوماً لم نصبح أكثر إيجابية مع التقدم بالعمر؟
وما الذي يجعل المراهقين ذوو حساسية عالية تجاه الإيحاءات الإجتماعية السلبية؟
هناك العديد من التساؤلات الأخرى التي تطرح حول حساسية المشاعر، فقد قام باحثين بإجراء اختبار لدراسة مدى قدرة كل شخص على ملاحظة الإختلافات الدقيقة في المشاعر التي تعتلي الوجه من غضب وخوف وسعادة على عشرة الآف رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 85 عام، وقد درس هذا الإختبار ايضاً الإختلاف في هذه الحساسية بين مختلف الفئات العمرية.
ويقول جيرمين، احدى الباحثين الذين شاركوا في الدراسة، أن هذا الإختبار قد ساعدهم على فهم الإختلاف بين حياة المراهقين والمتوسطي العمر وكبار السن.
وقد تمكن الباحثين من خلال هذه الدراسة اكتشاف التطور والتغيير الذي يطرأ على حساسية المشاعر خلال فترة المراهقة، فمثلاً تزداد حساسية المشاعر تجاه الإيحاءات التي تدل على الغضب لدى المراهقين خلال فترة مبكرة من منتصف فترة المراهقة، وقد يكون السبب وراء ذلك هو أنه في هذا السن تزداد احتمالية تعرض المراهقين للتنمر، وإن التطور الطبيعي لحساسية الغضب يمكن أن يسهم في بعض التحديات التي تنشأ خلال هذه المرحلة من التطور.
وقد أشار الباحثين إلى أن حساسية المشاعر تجاه الغضب والخوف تنخفض مع التقدم في العمر، بينما تبقى كما هي تجاه ايحاءات اخرى كالسعادة، فهذه النتائج تدعم أبحاث سابقة تناولت قضية كون الكبار بالسن أكثر ايجابية من غيرهم.
ويعمل الباحثون اليوم على إجراء دراسات حول العلاقة بين حساسية المشاعر وجوانب الصحة العقلية مثل القلق، ويدرس فريق البحث ايضاً العلاقة بين الحساسية تجاه مشاعر الغضب والسعادة وضعف الصحة العقلية بعد التعرض للصدمات.