بقلم: براءة الشاعر من قسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات
حظيت بفرصة مميزة للتدريب في جامعة الزقازيق في جمهورية مصر العربية حيث كان البرنامج التدريبي موزعاً على أربعة أسابيع ويتضمن كل اسبوع منها موضوعاً يتعلق بمجال معين من مجالات تخصص الهندسة المدنية. فقد جرى تدريبنا في مجال المنشآت المعدنية والخرسانية، وكذلك في مجال التربة والاساسات والمياه من خلال إعطاء محاضرات يومية مكثفة والقيام بالزيارات الميدانية الى مشاريع هندسية مختلفة.
لا يتسع المجال للتحدث عن كل ما تعلمته من هذه التجربة فقد استفدت الكثير من الامور في مجال تخصصي، فلم يتوان أي من الدكاترة والمهندسين في الجامعة عن افادتنا من خبراتهم، ففي البداية تم تعريفنا بأقسام الكلية وقسم الهندسة المدنية، تعرفت ايضا على انظمة التصميم المستخدمة في مصر بالاضافة الى البرامج الهندسية المختلفة.
وعلى الصعيد العملي اجرينا العديد من الزيارات الميدانية، حيث تم تنظيم زيارة الى مشروع لانشاء جسر بين محافظة الشرقية والقاهرة وزيارة الى معمل المرونة الضوئية اضافة الى التجارب والدراسات التي تم تطبيقها عمليا في مختبرات الجامعة مثل مختبر المياه والهيدروليكا ومختبر مواد البناء ومختبر التشييد والطرق.
طالما سمعت عن عراقة مصر وتاريخها وحضاراتها المتعاقبة جيلا بعد جيل، فقد كنت متشوقة لرؤية معالم ذلك البلد وآثاره على أرض الواقع، ولعل ذلك من اجمل الامور التي حصلت، فقد ساهمت الرحلات الاسبوعية التي كانت تنظمها الجامعة الى الاماكن السياحية والتاريخية في تعريفنا على هذا التاريخ العظيم، فمن خلال زيارتنا للاهرامات وقلعة صلاح الدين الايوبي والمتحف المصري ومدينة الاسكندرية وغيرها من المعالم السياحية استشعرنا جمال الحضارة الفرعونية وعراقتها.
الفترة التي اقمتها في مصر لم تكن طويلة الامد ولكن العيش في بلد آخر يمثل فرصة سانحة للتعرف على عادات وتقاليد وثقافة البلد عن كثب، ويضمن التأقلم بشكل كبير مع سكانه المحليين واسلوب حياتهم، فقد انسجمت مع تقاليد الشعب المصري وتمكنت من الانخراط في ذلك المجتمع من خلال المشاركة في العديد من المناسبات كالاعراس والمناسبات الوطنية مثل عيد الثورة المصرية.
أضافت هذه التجربة الكثيرمن التغييرات والخبرات على الصعيد الشخصي والاجتماعي، اجتمعنا بأصدقاء من دول عربية مختلفة مثل اليمن وسلطنة عمان والسعودية والعراق مما ساهم في تبادل الثقافات وتعزيز العلاقات بين أبناء الدول العربية، كما اتاحت لنا الفرصة لنقل عاداتنا وتقاليدنا الفلسطينية الى الشعوب الاخرى وتعريف الشباب العربي بالواقع الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
إن دولة مصر هي بلد الحضارات والاصالة والتاريخ حيث وصل قدماء المصريين الى مستويات عالية لا مثيل لها في التصميم المعماري وهندسة البناء، فقضاء فترة تدريبي في هذا البلد أدى الى نتائج مثمرة من الناحية المهنية والمعرفية، اكتسبت العديد من المعلومات المتقدمة في مجال دراستي من خلال دراسة ميكانيكا التربة والاساسات لتربة نهر النيل وشرق مصر واحوال التربة ذات المشاكل والتوصيات الهامة في تقرير التربة، إضافة الى معرفة أنواع أنظمة المنشآت المعدنية المستخدمة واختيار انسبها حسب حالة المنشأ.
فترة التدريب هي فترة التعلم واكتساب المزيد من الخبرات التي لم تقدمها لك الجامعة لذلك انصح الطلبة المقبلين على التدريب بالاستفادة من مساق التدريب العملي قدر الامكان لان التدريب يربط ما تعلمه الطالب نظرياً مع واقع العمل، من الضروري الالتزام والمواظبة ومحاولة التعرف على الجميع وبناء العلاقات المهنية لان ذلك سيفيدك لاحقا بعد التخرج خلال البحث عن وظيفة.