دموع ماسية الكلمات
إخلاص صوالحة
مقيت هذا الوقت الذي تريد به أن تبكي وتصرخ لكنك تستكين…
عصيبة هذه الساعة التني تنثر خلالها الملح على جرح ما انبرى وحزن ما انقضى…
سيئة هذه اللحظات التي ترى فيها كل حبيب بعيد وكل بغيض قريب…
وكأن حياتك مجبولة على العمل والتعب والإنهاك والنجاح والتميز والتفوق…والمشاعر موضوعة في صندوق والصندوق بالرف العلوي من الخزانة…والخزانة ضاعت بضياع السنين والأيام…
أكره الضعف أعلم …أكره التذمروالشكوى…وسكب الملامة على هذا وذاك…وأعشق ريح الاختلاف التي تتهادى بي على طول سنين…معجونة من صبر وتحد أعلم…وأحمد الله على ذلك لكني…لكني أحن مرات إلى…حضن دافىء حنون …كف حان…لمسة محب…همسات صديق ودية…
وأحن إلى العادية…أن أمارس حياتي كالآخرين فكما يتعبون يرتاحون…يعشقون ويعملون…تأخذ منهم السكينة مكاناً واسعا…أحن إلى وقفتي أمام مرآتي الطفولية…إلى الرقص إلى الغناء…إلى الصفنة طويلة المدى بالاشيء الذي يخلق فينا أجمل شيء…إلى نظرات الإعجاب البلهاء فترة المراهقة…إلى سمفونية قلبية بريئة…دون خبث…دون غايات…
أعود فأرمي القلم جانباً…لطالما هويت الكتابة…لطالما فرغت بها كلمات بدل الدموع …لطالما احتوتني حينما أطاحوا بي جميعاً…استسلم للورق وأنساق له…كما ينساق العاشق لنبض قلبه…افرش جسدي على سطح المنزل مجدداً…كل غروب واطرد الكسل…واعدود كما كنت…خاوية من أي مشاعر…سيدة العلم والعمل…