علماء الفلك: مجرة أندروميدا ليست أكبر من مجرتنا كما كان يُعتقد

في بحثٍ أُجري مؤخراً، اكتشف علماء الفلك أن مجرة أندروميدا Andromeda Galaxy أصغر حجماً مما كان يُعتقد سابقاً، ما سيستدعي إعادة النظر في سيناريو الاصطدام المتوقع حدوثه بين مجرة أندروميدا ومجرتنا “درب التبّانة” في المستقبل البعيد.

هذا وقد كانت الدراسات السابقة قد توصّلت إلى أن مجرة أندروميدا أكبر من مجرتنا بحوالي مرتين إلى ثلاث، إلّا أن أداة جديدة مُصممة لقياس كتل المجرات كشفت عن أن حجم مجرة أندروميدا مُساو تقريباً لحجم مجرتنا، بحسب بيان صادر عن المركز الدولي لبحوث الفلك الراديوي International Centre for Radio Astronomy Research.

وكشفت الدراسة الجديدة أن مجرة أندروميدا أثقل من شمسنا بحوالي 800 مليار مرة، وهذا يعني أن وزن أندروميدا مُساوٍ تقريباً لوزن مجرة درب التبانة، بحسب البيان نفسه. وكان الباحثون قد اعتمدوا في قياس كتلة مجرة أندروميدا على تقنية جديدة يتم فيها قياس سرعة الإفلات Escape Velocity، وهي السرعة التي يجب أن يصل إليها أي جسمٍ يُحاول الإفلات من جاذبية جرم سماويّ ما.

وفي تعليق له حول هذا الاكتشاف قال براجوال كافلي Prajwal Kafle، المؤلف الرئيسي للدراسة في جامعة غرب أستراليا: “يتوجّب على الصواريخ التي نقوم بإطلاقها نحو الفضاء الوصول إلى سرعة 11 كيلومتراً في الثانية (6.8 ميلاً في الثانية) لكي تتمكّن من الإفلات من جاذبية كوكب الأرض. لكن مجرة درب التبانة أثقل من كوكب الأرض بأكثر من ترليون مرة، لذا إذا أردنا الإفلات من جاذبية مجرتنا فسيكون علينا الانطلاق بسرعة 550 كيلومتراً في الثانية (342 ميلاً في الثانية). وهذه هي التقنية التي اعتمدنا عليها في حساب كتلة مجرة أندروميدا”.

ICRAR

 

من جهة أخرى، يُرجّح العلماء أن الدراسات السابقة بالغت في تقدير كمية المادة المظلمة التي تحتويها مجرة أندروميدا ما جعلها تبدو أكبر مما هي عليه في الواقع، بحسب البيان. تجدر الإشارة إلى أن المادة المظلمة تُشكّل 80 في المئة من كتلة الكون، وتتركز هذه المادة بشكل أساسي داخل المجرّات حيث يُعتقد بأنها هي ما يربط المجرّات ببعضها.

“من خلال دراسة مدارات عددٍ من النجوم عالية السرعة اكتشفنا أن كمية المادة المظلمة التي تحتويها هذه المجرة أقلّ بكثير مما كان يُعتقد سابقاً، وأن الدراسات السابقة لم تكشف سوى عن ثلث هذه المادة”، يقول كافلي.

أندروميدا هي مجرّة حلزونية عملاقة تبعد عنّا مسافة 2.5 مليون سنة ضوئية فقط، وقُربها منّا يجعلها مرئية للعين المجردة في سماء الليل. وتُعتبر أندروميدا ومجرة درب التبانة أكبر مجرتين في مجموعة المجرات المحلية المعروفة باسم Local Group.

من المعروف علمياً أن مجرة درب التبّانة ومجرة أندروميدا سوف تصطدمان ببعضهما بشكل مباشر وعنيف بعد حوالي 4 مليارات سنة وأن أندروميدا سوف تبتلع مجرتنا بشكل كامل. لكن النتائج الجديدة التي توصّلت إليها الدراسة تستدعي إعادة النظر في سيناريو الاصطدام هذا وتحديث عمليات المُحاكاة الخاصة به بما يتوافق مع هذه النتائج، يقول الباحثون.

“ساهمت هذه النتائج الجديدة في تغيير نظرتنا لمجموعة المجرات المحلية، إذ كان الاعتقاد السائد أن هذه المجموعة تضم مجرة ضخمة، وهي أندروميدا، ومجرة أخرى أصغر منها بقليل، وهي مجرة درب التبانة، لكن الأمر لم يعد كذلك الآن. لقد تمكّنا من ابتكار طريقة جديدة لقياس كتل المجرات، ما أحدث تغييراً جذرياً في نظرتنا لمجموعة المجرات المحلية، واتضح لنا أن كل تلك المعلومات التي كُنا نعتقد بأنها صحيحة على مدار الخمسين عاماً الماضية هي في الواقع خاطئة”.

نُشرت نتائج هذه الدراسة بتاريخ 15 فبراير في مجلة الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية Monthly Notices of the Royal Astronomical Society.

المصدر

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.