مالانهاية افكارنا

بقلم: رفيف عبد الكريم

حياه واحده نذكرُها ، هكذا يترددُ في المجالس أمامي وفي هذه الاثناء تظهر على شفتي ظلال ابتسامة هل هي على تفكيرهم أم على مقتطفات الحياة السعيدة التي يمر بها الانسان ؟ ويا لزهو هذه الكلمات إذ ما تعمقنا في داخلها فجميعُنا مهما كان عِرقُنا نحملُ مُسمى نُنادى به وينتمي اسمنا باسم آباءنا ؛ فنحن فُرادى نمثلُ جسدٍ متوافقَ مع الروح الانسانية ويُكملها ايضاً فهذه حياتُنا كسرطانٍ فيروسي أم حميد ؟ ينشأ معنا في المهدِ و نُحن صغار ليتغذى على سنوات حياتنا رويداً رويداً حيثُ البداية فالنهايةِ لا تُذكر على وجه العموم في كلماتُنا .

حياتُنا … صفحاتُنا ضياءُها برهةٌ فكرية تتمايلُ مع نسماتٍ بهية فيتراءى خيالٌ أم افكارٌ ؟ تدور في فَلكنا لِيُجسدَ واقعاً نعيشهُ بمفرداتنا الصغيره إلى أن يأتي فيروسٍ يُدمي اختلاجات الحياة ، فالانسان مبدأ أم فكرةِ مدٍ وجزر تكبر في مفترقاتنا لتغدوا نوتاتٌ متفرقة بها صوتٌ موسيقي رنان في كل رنه صفحة تتناغم فيها الأحداث العديدة ما يصنعُ عالماً فسيحاً محتواه فرحة مشعة أم حزنٌ رتيب ! .

فلكُنا سِرُنا مليءٌ بالعتباتِ العديدة ففي وقت صمتنا وكلامنا ذاك … رتابتنا وبعثرتنا تلك … تنطوي و تتشتتُ صفحاتُنا في مهبِ الرياح فتعتلي أمزجتنا لِتتعاقب منها حروفنا فتفقدُ ذاكرتها بشكلٍ جزئي في زمننا ذي الأضلاع المتوازية ، فيتشعب من كل فلكٍ حياه ! نمثلها بنجاحنا أم بإخفاقنا ؟ بأحداثنا الشيقة أم الرتيبة ! ففي نهاية المطاف تُحسن استغلالنا ؛ فهي كُتلة حسابية يتقلب به الليل والنهار على وتيرةٍ واحده حيثُ خط  النهاية .

فكم فلكٍ أَلهمنا ذراتٌ كثيفة ومن ضمنها الذرات النبيلة حيث الدروب الفسيحة فتتوارى خلف السرابِ معلنةً انطواء أرواحُنا … عتباتُنا ؛ فكياننا قد دونَ بماءِ الذهبِ وداخلهِ مجراتٍ في رحلةٍ عبرَ المشيبِ ؛ ففي كل مجرةٍ هناك عرقلة ، فنتعثرُ بجملةِ المنتصفْ لنواكب الزمانَ بدون تذكره وكلما ابصرت العين واصغت الأذن تنضج في ثنايا روحنا فكرة كأن جميع الأحداث ما هي إلا اثنان جمع اثنان تساوي خمسة وتحتاجُ لبرهانٍ طويل .

قابعةٌ روحنا في غرفةٍ داخلُنا … بسمتها ؟ طموحنا ، فطموحنا النّيرُ الذي به من علامات الصلاح  منذ سنين توارى بلا امس يمضي ولا غدٍ يأتي كلماتٍ لا تفقهُ شيئاً في المتاهات الزهيدة ففيها من الرموز العديدة بشيفرةٍ خفية ظاهرها عقولٌ ممزقة … حيثُ الحقيقة ؛ هناك مقولة متداولة في قريتي “الذي يزيد الطين بِله ” على حد التعبير هي الخرافات الموضوعة و الخزعبلات الموروثة التي توسوس في العقل البشري وتسهم في اختراق القلب رويداً رويداً التي تجعل الثغر في حالةِ ضحكٍ مُفتعل ؛ وها هنا يكمن السؤال عن مالانهاية افكارنا !! فلماذا نفضلها على المنطق والمساواة ؟ فتركيب العقل الانساني من شقين الأول : تغلب عليه العاطفة والولاء ومسايرة المجتمع و الثاني : عقلٌ يغلب عليه التفكير المنطقي والاستنتاج العقلاني والحكم المجرد … فمن اين أتت هذه الوسوسات العديدة؟  .

فلعل أسرار الإنسان البدائية تتمثلُ بنغمات نايٍ ترفرفُ به الألحان فيغرد الأمل لندرك مسلماتٍ من الأزل تمحي كمٍّ من التساؤلاتِ كمياه بحرٍ يحذفُ تاريخَ أحفادٍ على رمالِ شاطئ فلسطين ، فجميع الأحداث ثمنها من ايامنا الوفيرة فيتشكلُ طموحنا الصغير داخل أصداف تترتبُ على مهلٍ في مثلث برمودا وتتنابش في عراكٍ مستقلٍ عبرَ مسارٍ حيثُ مالانهاية أفكارنا المتشعبة  .

فنحنُ داخل فضاءٍ متكامل من الشهب النيرة  ففضائُنا .. بحرٌ تتقلبُ به عقولنا وقلوبنا لإحتواءه على قضية لُغوية وهوية منبعُه دروبنا ممزوجة بحقناتٍ من المفاهيم الفريده مفاهيمٌ تقربُنا حد الأمل وتبعثرنا حد الملل وفي المنتصف أضحوكة على عقلٍ بشري يُصدق فيطمئن فيكمل المسير على عتبات روحنا فتنتمي إلى عَبق وشذا الياسمين ، ففي كل مرةٍ نشربُ الماء نذوب في فضائنا لنمتزج مع كياننا أياً كان لونهُ جراء زُهدنا وعزمنا وتُلاحظ في سمو روحنا .

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.