يعج المكان من حولي، يزدحم بالبشر وكأن كل شخص هنا يحمل بين جعبتيه حكاية لا تشبه الاخرى كل يحاول دثر حكايته بكوب قهوة ،بنفث نرجيلته، بالحديث مع من يجالسه المكان، بالأبتسام تصنعا وكانه يرفض البوح ،يحاول تهدئه ضجيجه الداخلي بدمجه مع ضجيج المكان وصخب الموسيقى.
هنا بشر ترتسم على محياهم علامات القهر فيدارونها وراء تقنياتهم الخاصة، يحملون أقنعتهم ويمضون فتلك ترسم شفاها مزينة بأحمر فاقع وتلك تزيد جرعة عطرها المخدر، وذاك يتأنى بإختيار ساعته الانيقة وكأنهم يجرجرون جرحهم بحقائب سفر فاخرة إختاروها خصيصا لملئلها بالخيبات النهارية، وحملها على ظهر الوجع ليسكبون ما فيها ليلا على حواف الأُسرة والوسائد، يبوحون لها بما حملهم إياه النهار من عبء أثقل قلوبهم ،يحملونها وكأنهم بذلوا جهدا عميقا لإخفائها عن عيون فيها من الدمع ما يكفيها ،عيون تكبدت المشقة لأبقاء دمعتها بين المقلتين دون أن تنهار أمام الغير فتفضح كحل العيون المزينه نهارا، المكان من حولي يفيض بالمشاعر المتلاطمة في القلوب كموج نثر جناحيه على شواطئ الزمن فأردانا قتلى ،ضحايا لقلوب كان ذنبها الوحيد أن هنا شيء لا يشبه وداعتها ،لا يشبه بساطتها .
في هذا المكان تستطيع أن تلمح دمعه قاومت حتى جرحت المقلتين، قاومت حتى تخدر متزامنا معها الجسد بأكمله، هنا كل شيء يرفض البوح وكأنه الجريمة الأكبر في عالم البشر.
بقلم: شمس مشاقي
بكالوريوس لغة عربية وآدابها، ماجستير دراسات المرأة…اعتبر نفسي كاتبة على الطريق وتعبير لما يجول بخاطر اكثر من انها موهبة…طموحي ان اصبح كاتبة وان احقق حلمي بدراسة الدكتوراه