بيني وبينك مسافة حب ، في زمن الكورونا !

لقد كنّا ضحايا ڤيروس ملل روتين النِّعم !

-المبنى الذي جمعنا باختلافاتنا فصارت وجوهنا ملامحه !

رفاق محاضرات ومختبرات ، وجوه لا تجمعنا بهم سوى ابتسامة وتحية ،رفيق واحد على الأغلب يشارك معظم المحاضرات وكل التفاصيل والأوقات ..

تذمراتنا الكثيرة ، سرعة الزمن أثناء الامتحانات وتجهيز المشاريع ، وتثاقله أثناء محاضرات الساعة ونصف ، محاضرة الثامنة ،اكتظاظ الممرات وأزمة المواصلات ومراكز الخدمات ..

لكن كل الأشياء هنا من أجل أن نتماثل للقدرة على التحمل ،للصبر والتجاوز والإنجاز ،استثمار الطاقات للخروج بأعظم آداء مع أقل الخسائر خلال الزمن المحدد ،شيء أشبه بالتحفيز لسرعة البديهة ..

أدركنا هذا عندما وقعنا في قبضة التعليم الإلكتروني ؛ شكراً للمحاضرين وللمبنى وللمقاعد ولشاشة LCD وأقلام (الوايت بورد )!

-بيني وبينك مسافة حبٍّ وأمان !

لكنّنا كما الحلم ،فقدنا كل تلك الأشياء لننتقل بشكل مفاجئ كما جميع العالم نواجه مخلوق يكاد لا يُرى بالمجاهر ؛أوقف كل التطورات مذهولة أمام هول انتشاره ..

فالسلام على الحبيب والغريب صارت دعوة في الغيب ، ومن خلف جدار مواقع التواصل الاجتماعي ..

-ضجيج العائلة دون قلق أو نشرة أخبار عن السيطرة في دولة وفقدان للسيطرة في إحدى الدول وإجراءات مشددة شلّت حركة معظم الدول أيضا هنا فلسطين ؛فيُخيّم سكون ملؤه الخوف من الفقد ،أو أن تزيد الأمور سوءاً ..

-ظننّا أنّنا نعيش الفقدان للنعم ؛حتى جاءت لحظة الفقدان !

تذمرنا ،وأهملنا ،وعُمِينا بالنعم عن قيمتها حتى صرنا في أمس الحاجة أن نحب الأماكن ومن حولنا بكل ما نستطيع ..

-مساجدٌ وكنائس تبكي مصلينها ، تبكي التوسلات والدعوات !

لكنّ الله هنا دوماً بقوله :”أقرب إليه من حبل الوريد ” ،كثيراً ما نسينا أن نشكرك يا إلهي، لم ندرك معنى أن يفنى معظم يومنا في سبيل العلم وآخر يفنى في سبيل العمل ،فيفنى العمر في سبيل أن نُعَمّرَ الأرض ،

غرّتنا الحياة الدنيا كلنا نريد الراحة رغم علمنا المسبق أنّها إن وجدت لن تستمر في هذه الدنيا ؛ومع كل التطورات ؛أنت تُذَكِّرنا الآن :”أنّ لا ملجأ من الله إلّا إليه”..

-أوج صور الحب !

أن نلتزم بيوتنا ،أن ننشر الوعي إنّنا نريد البقاء ،لن نقترب الآن فتُبعَد غداً وربما إلى الأبد ..

ديما الشامي

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.