عندما يصاب شخص مقرب بالزهايمر

من الطبيعي لأحبائنا أن يصبحوا كثيري النسيان نوعاً ما مع تقدمهم في السن، إذاً كيف بالإمكان تفريق لحظة كهولة غير مؤذية  عن مشكلة أكثر خطورة مثل مرض الزهايمر؟

1 من 8 أشخاص عمرهم 65 ومافوق لديهم هذا الشكل المدمر من العته أو مايسمى بالعامية ( الخرف ) .

الزهايمر في مراحله الأولى قد لا يكون جلياً للأصدقـاء والعـائـلة، لكن هناك بعض العلامات المنذرة المبكرة التي يجدر مراقبتها.

هل من الممكن أن يكون الزهايمر؟

الزهايمر في مراحله الأولى قد لا يكون جلياً للأصدقـاء والعـائـلة، لكن هناك بعض العلامات المنذرة المبكرة التي يجدر مراقبتها.

وقبل الحديث عن هذه العلامات سنتحدث بإيجاز عن مرض الزهايمر

الزهايمر هو عبارة عن الحالة المتطوّرة من الخَرف حيث أنَّ هذا الأخير يشير لمصطلح أكثر شمولية لحالات الإصابة الدماغية أو الأمراض التي تؤثر بشكل سلبي على الذاكرة، التفكير و التصرفات.

معظم المصابين بألزهايمر تم تشخيص المرض لديهم بعد ال65 من العمر أما إن تم التشخيص قبل ذلك فهذا عادة ما يشير إلى بداية مبكرة للمرض.

ماهي مؤشرات الخطر التي تشير للإصابة بالزهايمر ؟

مؤشرات الخطر: الذاكرة والكلام

في بدايات المرض، تبقى الذكريات طويلة الأمد عادة سليمة بينما تصبح الذكريات قصيرة الأمد ناقصة ” سطحية “، قد ينسى الشخص المحادثات التي خاضها، قد يعيد الأسئلة التي أُجيب عنها للتو، قد يشوش المرض الكلام أيضاً، لذا فالمرضى يكافحون لتذكر كلمات شائعة

مؤشرات الخطر: السلوك

بالإضافة لفقدان الذاكرة، قد يسبب الزهايـمر تخليط وتغيرات سلوكية، وقد يضيع الشخص في الأماكن المألوفة .

تأرجحات المزاج وسوء الحكم أيضاً شائعان وكذلك سوء العناية بالنظافة، فالأشخاص الذين كانوا سابقاً يلبسون الثياب بشكل أنيق قد يتحولون إلى ارتداء ملابس متسخة وشعر غير مغسول.

لا تتجاهل العلامات !

بينما من الصعب مواجهة احتمال أن شخصاً مقرباً ربما يكون مصاباً بالزهايمر، فإنه من الأفضل استشارة طبيب بالسرعة القصوى ودون تأخير.

أولاً، التشخيص قد لا يكون الزهايمر بالنهاية، كما أن الأعراض قد تكون مسببة بمشكلة قابلة للعلاج إلى حد بعيد كاضطراب وظيفة الدرق.

وإذا كان المرض هو الزهايمر بالفعل، فإن علاجات اليوم تعمل بشكل أفضل عندما تستخدم مبكراً في مسار المرض.

تشخيص مرض الزهايمر

ليس هناك فحص بسيط للزهايمر، لذا فإن الطبيب سيعتمد على الشخص المقرب من المريض لوصف التغييرات عند المريض

فحص الحالة العقلية ” يدعى أحياناً  mini-cog ”  أو اختبارات المسح الأخرى قد تساعد في تقييم وظائف المريض العقلية والذاكرة قصيرة الأمد.

بالإضافة لذلك قد تستخدم الاختبارات العصبية وتصوير الدماغ لاستبعاد مشاكل أخرى ( مثل سكتة دماغية أو ورم ) كما بإمكان هذه الوسائل أيضاً أن تساعد في إعطاء معلومات إضافية عن الدماغ.

الزهايمر والدماغ

يؤدي مرض الزهايمر إلى موت الخلية العصبية وخسارة النسيج في كل أنحاء الدماغ، ومع ترقي المرض فإن نسيج الدماغ ينكمش ويزداد حجم البطينات “تجاويف داخل الدماغ تحوي السائل الدماغي الشوكي”، وتشوش الأذية الاتصال بين خلايا الدماغ معطلة الذاكرة والكلام والاستيعاب.

ترقي الزهايمر : النتائج المُتوقَّعة

يأخذ مرض الزهايمر مساراً مختلفاً في كل مريض، عند بعض الأشخاص تسوء الأعراض بشكل سريع مؤدية إلى فقدان ذاكرة شديد وتخليط في غضـون سنوات قليلة، بينما لدى أشخاص آخرين قد تكون التغيرات أكثر تدرجاً ويستغرق المرض 20 سنة ليتم مسيره .

معدل مدة البقيا بعد تشخيص الزهايمر هو 3-9 سنوات.

تأثير الزهايمر على الحياة العادية

بما أن الزهايمر يؤثر على التركيز فقد يفقد المرضى القدرة على تدبر المهام الاعتيادية كالطبخ ودفع الفواتير.

وتشير الدراسة إلى أن صعوبة الموازنة في دفتر الشيكات غالباً يكون واحداً من التأثيرات الأولى للزهايمر

بينما تسوء الأعراض فإن الشخص قد لا يتعرف على الأشخاص أو الأماكن المألوفة، وقد يضيع بسهولة أو يستخدم الأدوات بشكل غير صحيح مثل تمشيط الشعر بشوكة طعام.

سلس البـول ومشاكـل التوازن بالإضافة إلى فقدان القدرة على التعبير اللغوي أمور شائعة في المراحل المتقدمة.

الزهايمر والقيادة

ضعف التناسـق وفقدان الذاكرة والتخليط يجعل من قيادة المريض للسيارات أمراً خطيراً، وإذا شعر الشخص المقرب بأن المريض لا يجدر به القيادة عليه أن يوضح له ذلك، وإذا لم يستجب عليه أن يطلب تدخل الطبيب .

إذا بقي المريض مصراً على القيادة على الشخص المقرب أن يتصل بقسم السيارات للحصول على تقييم للمريض ومن ثم القيام بخطة بديلة لتأمين حاجات التنقل للمريض.

الزهايمر والتمارين

بإمكان التمارين أن تساعد الناس المصابين بالزهايمر للاحتفاظ ببعض القوة والتناسق العضلي، كما أنها تحسن المزاج وتنقص القلق كذلك.

على الشخص المقرب أن يقوم بالتحقق من طبيب المريض ويتعلم أنواع التمارين الملائمة.

النشاطات المتكررة كالمشي وإزالة العشب أو طي الغسيل ربما تكون الأكثر فعالية في تعزيز الهدوء لدى المريض.

أدوية الزهايمر

ليس هناك علاج شافٍ لمرض الزهايمر، ولا طريقة معروفة لإبطاء الأذية العصبية في الدماغ، لكن هناك تنوعاً في الأدوية التي يظهر أنها تساعد بالإبقاء على الوظائف العقلية وإبطاء ترقي المرض.

إذا أعطيت هذه العلاجات خلال المراحل المبكرة لمرض الزهايمر فإن المريض قد يكون قادراً على البقاء مستقلاً ومؤدياً لمهامه اليومية لفترة أطول من الزمن .

دور مقدم الرعاية

الشخص الذي يقوم برعاية مريض الزهـايمر سيقوم بدور الطباخ والسائق والمحاسب، كما عليه أن يشجع المريض على القيام ببعض النشاطات بشكل مستقل.

قد يساعد أيضاً وضع علامة على الخزائن بأسماء المحتويات وتعليق بعض الملاحظات اللاصقة للتذكير بالمهام اليومية،

كما عليه أيضاً أن يتأكد من شراء صندوق أقراص أسبوعي من الأدوية.

الصعوبات التي تواجه العناية بالمرضى

غالباً ما يعي مرضى الزهايمر في المراحل الأولى للمرض ما يحدث لهم، وهذا ما يُشعِرهم بالخزي والتوتر والقلق، ويجب البحث عن علامات الاكتئاب لأنه من الممكن معالجته بالأدوية.

ومن الممكن أن يعاني المصاب في المراحل المتقدمة من ذهان كبريائي (تشكيك بالآخرين) وقد يلجأ للعنف حتى على المُقربين منه، لذا يجب ألا ننسى أن هذا المرض هو سبب هذه التغيرات، ويجب تنبيه الطبيب فور ظهور العنف.

متلازمة مغيب الشمس

يمكن أن يشعر بعض المصابين بالزهايمر بضيق وانزعاج عند غروب الشمس، و يستمر هذا الهياج طوال فترة المساء وأحياناً طوال الليل.

لم يُعرف سبب هذه المتلازمة بعد، لكن هناك بعض الطرق لتهدئة واستيعاب هذا التوتر، فيجب الحرص على أن تكون إنارة المنزل جيدة، ويجب إغلاق الستائر قبل غروب الشمس، كما يجب تستيت انتباهه بنشاط أو برنامج مُحبَّب له، ويجب أيضاً الإقلال من كمية الكافئين بعد الفطور.

مرحلة عدم التعرف على الأشخاص

يعاني العديد من مرضى الزهايمر من مشاكل في تذكر الأسماء حتى بالنسبة لأفراد العائلة المُقرَّبين.

هناك حل مؤقت، وهو أن تُعرض أمامه صور الأشخاص والأصدقاء المقربين ويُكتب اسم كل شخص تحت كل صورة.

وقد يعجز المريض عن التعرف على الوجوه في المراحل المتقدمة، كما أنه يتفاعل ويستجيب للأشخاص المُقربين له وكأنهم غرباء عنه، وهذا يشكل وقتاً حرجاً وضيقاً على أفراد العائلة وخاصة على من يعتني بالمريض بشكل أساسي.

مؤشرات الخطر الدالة على تعب وإجهاد من يقدم العناية

إن تقديم العناية لشخص مريض بالزهايمر هو أمر مكلف جسدياً ومادياً، وتتضمن مؤشرات الخطر الدالة على إجهاد الشخص الذي يقدم العناية ما يلي:

  • الغضب والحزن وتقلب المزاج
  • الصداع وآلام الظهر
  • صعوبة في التركيز
  • صعوبة في النوم

العناية بمقدمي الرعاية للمرضى

يجب التأكد من أن مقدمي الرعاية يقضون عدة دقائق على الأقل من يومهم في أشياء ممتعة والاستمرار في ممارسة هواياتهم، وذلك للوقاية من التعب والاكتئاب بسبب التزامهم بتقديم الرعاية.

كما يجب أن يبقوا على اتصال مع أصدقائهم ويجب أن يجدوا من يدعمهم من أصدقائهم وأقربائهم، كما يمكنهم الانضمام إلى مجموعات مقدمي الرعاية المحلية أو عبر الإنترنت التابعة للمؤسسات المختصة بالزهايمر.

الرعاية الصحية المنزلية

يعبر العديد من المرضى عن رغبتهم في البقاء في منازلهم لأطول فترة ممكنة، ولكن لسوء الحظ ومع تقدم المرض فإنهم قد يتعرضون لمشاكل أثناء ارتداء ملابسهم أو الاستحمام، ومن الممكن أن يساهم الشخص المساعد الصحي في العناية بالنظافة الشخصية للمريض إضافة لبعض المهام اليومية الأخرى.

كما يمكن الاستفادة من خدمات توصيل الوجبات، ومثل هذه الخدمات من الممكن الحصول عليها من دور المسنين والموجودة في معظم المجتمعات.

مرافق المعيشة المساعدة

يمكن أن يأتي يوم لا تستطيع فيه العناية بالشخص الذي تحبه في المنزل، وإذا لم يكن الشخص بحاجة لعناية تمريضية مدة 24 ساعة في اليوم، فإن مرافق المعيشة المساعدة  Assisted Living Facilities تعد الخيار الأمثل.

حيث تؤمن هذه المرافق المسكن و الوجبات الغذائية و النشاطات الحيوية بالإضافة إلى أنها أقل تكلفة بكثير من العناية التمريضية في المنزل.

قم بالبحث عن المرافق التي تحوي وحدة عناية خاصة بمرضى الزهايمر والتي تقدم العناية والإشراف التي تلبي احتياجات مرضى الزهايمر.

المرحلة الأخيرة من مرض الزهايمر

من الممكن أن يفقد للمرضى المصابين بدرجة متطورة من الزهايمر القدرة على المشي أو الكلام أو الاستجابة للآخرين، وفي النهاية يقوم المرض بإعاقة جميع الوظائف الحيوية كالقدرة على البلع.

يمكن أن يستفيد مرضى هذه المرحلة من مأوى رعاية المحتضرين والتي تزود المرضى بمسكنات ألم و الراحة التي يحتاجونها.

مساعدة الأطفال في التعاون مع المرضى

عندما يكون أحد أفراد العائلة مصاباً بالزهايمر فإن ذلك قد يسبب اضطراباً لدى الأطفال، وقد يبدي الأطفال تخوفاً وانزعاجاً من ذلك، لذلك يجب إخبار الطفل بأن ما يشعر به طبيعي، كما يجب إجابته بصراحة عن الأسئلة المتعلقة بالمرض، ويجب على الطفل أن يحتفل ويتشارك مع المريض بذكرياته الجميلة.

إنقاص خطر الإصابة بالزهايمر

إذا كنت تهتم بقريب لك مصاب بالزهايمر فقد تتساءل ما الذي يقلل من خطر إصابتك بالزهايمر، ويجري البحث في هذا المجال، ولكن التمارين والنظام الغذائي هما الأهم، وتشير الدراسات بأن الخطر يكون أقل عند الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً شبيهاً بنظام منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والغني بالخضروات والأسماك والجوز، كما أن الأشخاص النشيطين بدنياً يقل احتمال الإصابة بالزهايمر لديهم.

المصادر التي تم الإعتماد عليها لكتابة المقالة :

  • healthline
  • موقع الطبيب

بقلم: د. لؤي باكير

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.