ما هي “العصائر المضغوطة” ؟وهل هي جيدة للصحة ؟

سواء كنت تفضل أن تشتري العصير بعد أدائك للتمارين الرياضية أو كنت قد سجلت إشتراكك في خدمة ‏إيصال العصائر التي تساعد جسمك على التخلص من السموم، المعروفة بِ (ديتوكس)، فمن المؤكد أنّك ‏ستجد العصائر المضغوطة في كل مكان، حتى في ستاربكس! فهل تتسآءل ما قصتها؟

توضح الاستاذة المساعدة في المركز الطبي  في جامعة كولومبيا و الطبيبة الباطنية في مستشفى كولومبيا ‏المشيخي جينيفير هييث بقولها: “أنّ العصائر المضغوطة هي العصائر التي يتم تصنعيها من خلال تعريض ‏الفاكهة و الخضروات للضغط الهيدروليكي الذي يختلف عن عملية البسترة التي يتم فيها رفع درجة حرارة ‏الأطعمة،” وتضيف قائلةً ” يتم تقطيع الفاكهة و الخضروات أثناء عملية الضغط البارد، ثم يتم فصلهم و ‏تعريضهم لضغط مرتفع جداً في وعائيين منفصلين،” و في حين أنّ عملية البسترة تعمل على قتل البكتيريا ‏الضارة في العصائر، تعمل عملية الضغط البارد على استخراج أكبر قدر ممكن من السوائل و المغذيات من ‏المنتج، و يتم تصنيع هذه العصائر بِنسب مختلفة، حيث يمكن إيجاد هذه العصائر في العديد من محلات البقالة ‏و متاجر الأغذية الصحية التي توفر العصائر المبسترة و الغير مبسترة، لذلك عليك الإنتباه لهذه الأمور قبل ‏شرائك لأي من هذه العصائر.‏

إنّ الحرارة العالية التي تقتل البكتيريا خلال عملية بسترة العصائر تعمل أيضاً على إطالة فترة صلاحية ‏تناولها، لذلك تُنصح المرأة الحامل بشرب العصائر المبسترة لهذا السبب، وهذا يعني أنّ فترة صلاحية ‏العصائر المبسترة تدوم اكثر من العصائر المضغوطة التي يجب ان يتم استهلاكها خلال ايام قليلة. ‏

العصائر المضغوطة أفضل العصائر المبسترة

من المعتقد أنّ العصائر المضغوطة أفضل صحياً من العصائر المبسترة وذلك بسبب عدم فقدانها للمغذيات ‏التي تُفقد عادةً عندما يتم بسترتها، لكن ما مدى صحة هذا الأمر؟ قالت د.هييث أنّ عملية الضغط العالي التي ‏تتعرض له الفواكه و الثمار اثناء إنتاج العصائر المضغوطة تخلف ورائها الب وهو المخزن الرئيسي للالياف ‏مما يجعل العصائر المضغوطة تفتقر لوجود الالياف فيها ، إلى جانب وجود نسبة عالية من السكر في ‏العصير سواء كان مضغوطا او مبسترا، فإنّ تناول عصير الفاكهة و الخضروات قد يزود جسمك بما يحتاج ‏من العناصر الغذائية لكن الألياف المفقودة فيها ستؤثر على مستوى الجلوكوز في جسمك لان ذلك سيدفعك ‏لتناول المزيد من العصير لتعويض الألياف المفقودة التي تشعرك بالشبع عادة عند تناولك لوجبة سريعة ملئية ‏بالالياف،  مما يؤدي الى زيادة وزنك ايضاً، علاوة على ذلك لا يوجد  أي دلائل  تثبت فكرة أنّ العصائر ‏المضغوطة صحية أكثر.‏

ربما هذا أمرمخيب للأمل إلا أنّه لا يعني أنّه عليك الإقلاع عن عادة تناول هذه العصائر، كل ما عليك فعله ‏هو إيجاد أفضلها، حيث يفضل أن تحتوي على خضروات ذات الأوراق الداكنة لوجود مغذيات أكثر فيها ، ‏على عكس عصائر الفاكهة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، بالإضافة لتناولك للعصائر التي تحتوي ‏على العليق الأحمر و الأسود و الأجاص و الأفوكادو لإحتوائها على نسبة عالية من الألياف التي تحافظ على ‏بعضها بعد عملية الضغط البارد، و بسبب عدم وجود ألياف بشكل كافي في هذه العصائر(المضغوطة) ‏فإستمتع بتناولها كمكملات لنظام غذائي صحي و ليس كبديل غذائي.‏

ضرورة شرب الماء

و تقول د. هييث أنّه من المهم جداً شرب الماء بكميات كبيرة عند تناولك لهذه العصائر للحفاظ على معدل ‏منخفض من السعرات الحرارية، و أن تتأكد من قراءتك لتاريخ انتهاء صلاحية هذه العصائر قبل شرائك لها ‏لسرعة انتهاء مدة صلاحيتها ، ويجب أن لا تتناول العبوة كاملةً دفعة واحدة لإحتوائها على نسبة عالية من ‏السعرات الحرارية و السكر.‏

لذلك إن كنت تريد تناول العصيرالمضغوط للحصول على المزيد من الفائدة الغذائية فأنت على الطريق ‏الصحيح، وإذا كنت تبحث عن معجزة لتخليص جسمك من السموم و إنقاص وزنك، فكل ما عليك فعله ‏للحصول على نتائج طويلة الأمد هو إتباع حمية غذائية صحية و ممارسة الرياضة بشكل منتظم.‏

 المصدر

اخلاء مسؤولية! هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي جامعة النجاح الوطنية

Facebook Comments
السابق «
التالي »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.